الأحد، 17 فبراير 2008

"يتحرقون شوقا لجولة ثانية". يقال إن إسرائيل تخطط لمهاجمة لبنان


مدونة أخبار وتعليقات، http://www.newsc.blogspot.com/
الأحد، 17 شباط/فبراير 2008 (بتوقيت الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة)
نشر ألان نيرن في الساعة 11:43 مساءا (بتوقيت الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة)

"يتحرقون شوقا لجولة ثانية". يقال إن إسرائيل تخطط لمهاجمة لبنان

بقلم: ألان نيرن

يوم الجمعة تحدثت مع مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، وهو من ضابط سابق في قوات النخبة الإسرائيلية، وممن يثق بهم رئيس الوزراء، وسألته ما إذا كان اغتيال عماد مغنية قد جرى على يد جماعة لبنانية.

سخر من هذه الفكرة الخرقاء وقال، "هذه العملية معقدة جدا. إنها عملية دولية منسقة بدقة" وأنها كانت "المرة الثالثة أو الرابعة أو الخامسة خلال عام التي تنفذ فيها إسرائيل عملية عسكرية في سوريا".

وعندما طلبت منه أن يكرر هذا الجزء الأخير من كلامه، أضافة كلمة "حسب المزاعم".

ولكن الرسالة، أو التبجح على الأقل، كانا واضحين. إذا، لماذا تقوم إسرائيل بذلك؟

قال الرجل عن زملائه: "هناك العديد من الأشخاص في الجيش ومجلس الوزراء يتحرقون شوقا لجولة ثانية مع لبنان. وإذا ما أتيحت الفرصة، فسيهاجمونه"، أي سيهاجمون لبنان من جديد، وليس ذلك بالرغم من التصور العام بأن الهجوم الذي حدث عام 2006 قد فشل، "بل بسبب ذلك".

على الرغم من أن جيش الدفاع الإسرائيلي دمر شوارع وقرى، وألقى بأربعة ملايين قنيبلة عنقودية (وبعضها ما زال ينفجر حتى الآن)، وقتل 200 مقاتل من حزب الله، و 1000 مدني لبناني (وقتل ما يقارب 40 إسرائيلي على يد حزب الله)، إلا أن الجيش الإسرائيلي غادر لبنان وهو يشعر بعدم الكفاءة سياسيا.

كان الشعور الرسمي أنهم إما لم يدمروا بما فيه الكفاية، أو أنهم دمروا بما يكفي من الأشخاص المطلوب تدميرهم والأهداف الصحيحة، من أجل تجنب الإحراج الناجم عن التصور بأنهم هزموا أمام حزب الله.

بالتالي فمن أجل أتاحة خيار حل هذه المشكلة، يبدو أنهم دبروا هذا الاغتيال الاستفزازي أملا أن يدفع حزب حزب الله للانتقام مما سيوفر ذريعة لتدمير جديد (أفضل) "سينجح" هذه المرة، أي ترطيب مشاعر الإسرائيليين الجريحة.

جرت مساعي لوضع هذا الأمر في إطار استراتيجي، بالطريقة التي يفضلها القتلة المتعلمون (وأولئك الذين يدرسونهم). "يجب على إسرائيل أن تثبت قيمتها الاستراتيجية للولايات المتحدة" (ماذا؟ أستتخلى الولايات المتحدة عن إسرائيل؟ هل أدى "انتصار" حزب الله إلى تقوية الفلسطينيين، أو اللبنانيين، أو عرض وجود إسرائيل للخطر؟) أو، من التنويعات على هذه الحجة: "يجب اجتثاث حزب الله" (وهو أمر يعلم الجميع أنه مستحيل).

في الواقع، كلما أمعنت النظر تجد أن القادة متعطشين للدماء. والشيء ذاته ينطبق على الجمهور الذي يتبعهم. أولمرت يواجه مشاكل سياسية. فإذا لم يقتل بعض العرب بسرعة (بصرف النظر عن هوية القتلى أو مكانهم، فهذا أمر ثانوي)، فقد ينهار التحالف الحكومي الذي يتزعمه. كما يجب أن يشعر العامة بالرضا.

المشكلة (بالنسبة لأولئك الذين الذين سيقعون ضحية لهذا القتل، ولمفاهيم قوانين القتل، هذا إذا لم نتطرق لمعايير الشرف، وقلة من يتطرقون لها) هي أن الفضاء السياسي الإسرائيلي يعمل الآن على النحو التالي: المطالبة (مع استثناءات قليلة شجاعة) ليس فقط بعمليات قتل يومية روتينية ضد الفلسطينيين، ولكن أيضا بضربات دورية دراماتيكية تثير النشوة وتجعل الإسرائيليين يتبخترون كأبطال/ضحايا.

إن الأمر كأن قاطني استوديوهات محطة فوكس الأمريكية [محطة يمينية متطرفة] تضاعفوا حتى أصبحوا أمة.

وبالطبع، ليس بالضرورة أن يكون الأمر على هذا النحو، ولكن من الواضح أن الأمر وصل إلى هذا المستوى حاليا. وكل معا عليك أن تفعله لتتبين ذلك هو أن تقرأ صحيفة إسرائيلية أو أن تتحدث إلى بضعة إسرائيليين. (للاطلاع على اقتباسات تمثل الحالة السائدة، انظر مقال غيدون ليفي بعنوان "أحمدي نجاد الصغير"، صحيفة هاآريتز، 10/06/2007).

عندما تقوم دولة بقتل و/أو قمع آخرين بينما السكان المحليون لا يعلمون شيئا عن ذلك (كما كان عليه الحال إلى حد بعيد عندما كانت واشنطن تدمر أمريكيا الوسطى في ثمانينات القرن الماضي)، فهذا أمر له أبعاده، ولكن الأمر يختلف عندما يكون الجمهور على علم بالظلم والجرائم ويدعمونها (كما كان الحال بالنسبة للسكان البيض في الولايات المتحدة أثناء فترة العبودية، وأثناء المراحل الأولى للحرب الأمريكية/العراقية، حيث ظل الدعم الشعبي ينعطف –وقد يكون الحال كذلك حاليا- بحسب مسألة ما إذا كانت الولايات المتحدة "تحقق انتصارا" أم لا).

في الوضع الأول، تكون سياسة القتل ضعيفة، فإذا عرف الناس فقد يغضبون. ولكن الوضع الثاني أكثر استقرارا وفتكا، إذ أن الجمهور يعرف ويطالب بالمزيد.

ولكن الناس والدول لا يتاح لهم كتابة تاريخهم بأكمله كما يرغبون.

هم عادة ما يتفاعلون مع آخرين.

في حالة إسرائيل، فإن التفاعل الأساسي يجري مع الولايات المتحدة، الراعي العسكري/ الممول الكبير، ومع الأمريكيين اليهود، حيث يبدو الرأي السائد بين الشباب منهم يتحول ببطء.

من البدئل لذلك، يمكن للفلسطينيين وجماعات مثل حزب الله وحماس أن يحددوا مسير الأحداث وأن لا يدعوا الساحة للولايات المتحدة، ولكن لا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا غيروا خياراتهم (واستعدادهم للقتل) – وهو ما أخذ يطالب به عرب آخرون على المستوى الشعبي، بحذر—وأن يتحولوا إلى المقاومة الفاعلة اللاعنفية واللاعسكرية (مثل الانتفاضة الأولى، أو تحطيم جدار غزة)، وأن يمتنعوا عن ترك أنفسهم يستخدمون كأداة لـ "الاستفزاز-الرد" يمكن لإسرائيل استخدامها عندما تثير إثارة النشوة.


ملاحظة للقراء: مدونة أخبار وتعليقات تسعى للحصول على مساعدة في ترجمة مواد المدونة إلى لغات أخرى، وكذلك في نشر محتويات المدونة على نطاق أوسع. يرجى من المهتمين الاتصال من خلال وصلة الإيميل أدناه.

ملاحظة للقراء بخصوص الترجمة: تتوفر حاليا أجزاء من مدونة "أخبار وتعليقات" مترجمة باللغات العربية، والبرتغالية البرازيلية، والدنماركية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية (انقر وصلة profile أعلاه")، ولكن ما يزال هناك حاجة للمساعدة في الترجمة—وخصوصا فيما يتعلق بالمواد المنشورة في تواريخ سابقة، وذلك باللغات المذكورة أعلاه وبلغات أخرى.

ملاحظة للقراء بخصوص أدلة محتملة: مدونة أخبار وتعليقات تبحث عن وثائق خاصة وعامة حول معلومات مباشرة يمكن أن تتطور إلى أدلة حول جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية من التي ارتكبها مسؤولون. يرجى إرسال المواد عبر وصلة الإيميل أدناه.

نشر ألان نيرن، http://www.newsc.blogspot.com/ في الساعة 11:43 مساءا (بتوقيت الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة)

Email Me

الأربعاء، 13 فبراير 2008

قاتل كبير يقضي على قاتل صغير. الحياة ضمن قواعد المافيا في الميدان الإسرائيلي-الأمريكي


مدونة أخبار وتعليقات، http://www.newsc.blogspot.com/
الأثنين، 13 شباط/فبراير 2008 (بتوقيت الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة)
نشر ألان نيرن في الساعة 6:30 مساءا (بتوقيت الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة)

قاتل كبير يقضي على قاتل صغير. الحياة ضمن قواعد المافيا في الميدان الإسرائيلي-الأمريكي

بقلم: ألان نيرن

بالمصادفة، علمت عن اغتيال عماد مغنية، القائد من حزب الله، باستخدام سيارة مفخخة، بينما كنت أتحدث مع رجل ينتمي لحركة فتح من المقربين لمحمد دحلان، والمعروف في الصحافة بأنه يمارس التعذيب، ويمثل وكالة الاستخبارات الأمريكية في غزة، حتى أطاحت به حركة حماس.

رجل فتح/دحلان الذي أخبرني بشأن الاغتيال يكره حماس كراهية شديدة – قال إنه خلال المصادمات بين قوات الأمن المتصارعة خلال العام الماضي، قبض عليه رجال حماس وعذبوه بالسكاكين لمدة أربع ساعات (وكان قبل ذلك قد تعرض للتعذيب على يد الإسرائيليين لفترة أطول بكثير وأسوأ، ولكنه يرى ذلك من المستوى نفسه)—وهو ليس من المعجبين بحزب الله، ولكنه نظر عملية القتل بنوع من المفارقة. قال إنه سمع أن الإسرائيليين يقولون "صفينا الحساب معه (مغنية)" (قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، مثل تلك التي يديرها دحلان، تجري حاليا اجتماعات تنسيقية منتظمة مع العدو المزعوم، المخابرات الإسرائيلية)، ومع ذلك فقد زعم إن عمليات القتل الأكبر التي ارتكبها مغنية ضد عرب آخرين (مثلا، السعودية والكويت) أكثر من تلك التي ارتكبها ضد الإسرائيليين.

عناصر الأمن الإسرائيليون المكلفون بالقتل يحاولون إخفاء ابتساماتهم. وقد أصدرت إنكارا لا ينكر المسؤولية "إسرائيل ترفض مساعي المجموعات الإرهابية لنسبة أية تورط إسرائيلي في هذه الحادثة. ليس لدينا أي شيء آخر نضيفه"—أي إنهم يرفضون قول المجموعات الإرهابية بإن الإسرائيليين متورطين، ولكنهم لا يقولون إنهم غير متورطين. الولايات المتحدة التي رصدت مكافأة قدرها 25 مليون دولار على من يدل على مغنية، لم تشعر بأية حاجة لإظهار ضبط النفس (فهو متورط بأشياء عديدة من ضمنها تفجير مقر قوات المارينز في لبنان، واختطاف واحتجاز مراسل أسوشيتد برس تيري أندرسون، واختطاف طائرة تابعة لشركة تي دبليو أيه) فقد أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إن "العالم أصبح مكانا أفضل دون هذا الرجل فيه. لقد كان قاتلا بدم بارد، قاتل جماعي وإرهابي مسؤول عن خسارة أرواح لا حصر لها".

في عالم من التناسبية وفرض كامل لقوانين القتل—أو حتى أسلوب العدالة البدائية "إنك تجني ما تزرعه"—لن يرغب رجال جورج بوش بإصدار تصريح كهذا، إذ أنهم (وإسرائيل) مسؤولون عن عدد هائل جدا من قتل المدنيين، وليس لديهم العذر الذي أبداه موغابي بأنه كان يواجه اجتياحا، ولا يريدون أن يصعدوا بسياراتهم غدا صباحا كي تنفجر بهم.

ولكن هذا العالم ليس عالم تناسبية. هذا عالم المافيا. فإن كنت قويا بما يكفي، يمكنك إذا قتل الرجال.

وبالمصادفة أيضا، قبل ساعات من ذلك، استخدم رجل فلسطيني مصطلح المافيا هذا فيما كنا نمشي ببطء في مسارات الأسلاك الشائكة ونقاط التفيش العسكرية، والجدران، ورجال الاحتلال يلوحون ببنادق م-16 وبنادق غاليلي [الجليل]، بيمنا كان المستوطنون اليهود/المحتلون يمرون سريعا عبر الضفة الغربية على طرق سريعة مفصولة عرقيا ودينيا.

قبل يومين من ذلك، وكان يوما عاديا في السياسات الإسرائيلية، كان العنوان الرئيسي في صحيفة هاأريتس "قوات الدفاع الإسرائيلية ستصعد الاغتيالات في غزة"، ردا على الصواريخ محلية الصنع التي تنطلق من غزة المحاصرة والجائعة والتي تتعرض للقصف، وقد كانت الصواريخ قد أدت إلى إصابة إسرائيليين بجراح مؤخرا.

قال وزير الداخلية الإسرائيلي مائير شتريت، "على جيش الدفاع الإسرائيلي إزالة حي في غزة. علينا أن نستهدف جميع أولئك المسؤولين عن الإرهاب، ودون أن نسأل من يكونون"—مقترحا بذلك تعريفا واسعا "للمسؤولية" يضم أشخاصا ليس من المعروف ماذا فعلوا، ولكن تنطبق عليهم على الأقل معيار أن يكونوا فلسطينيين يعيشون في غزة. (هاأريتس، النسخة الإنجليزية، 11 شباط/فبراير 2008).

داني ياتوم، الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي (شين بيت)، وهو الآن عضو في البرلمان فيما يعرف بيسار المؤسسة الإسرائيلية، أي حزب العمل، قال عبر التلفزيون حول تفجير القاتل الصغير، عماد مغنية، أن "العالم الحر والديمقراطي حقق اليوم هدفا مهما جدا"—مقترحا أن الحرية والديمقراطية لا يقترنان بالقانون والنظام كشرط مسبق، وهذا يبدو إنه يضعف المشروع العالمي لأمريكا بأن تنشئ قوات أمنية مسلحة بشدة، إلى جانب محاكم لا تثير المشاكل (في أماكن عديدة من ضمنها فلسطين المحتلة)، استنادا إلى الزعم بأن لا يمكن تحقيق الحرية والديمقراطية قبل إقامة سيادة القانون.

الوضع السياسي واضح للغاية.فالحزب الجمهوري في الولايات المتحدة يريد موضوع الإرهاب (الذي يرتكبه الآخرون) أن يظل في مقدمة التنافس الانتخابي. وحكومة أولمرت الإسرائيلية ما زالت تعاني من التقرير الرسمي الجديد (تقريرلجنة وينوغراد) الذي قال إنها انهزمت في حرب لبنان في العام 2006 مع حزب الله (ومع القصف السجادي للسكان المدنيين في جنوب لبنان وجنوب بيروت)، وفي الوقت نفسه تواجه صخبا إسرائيليا عاما يطالب بقتل المزيد من سكان غزة.

تظل هناك دائما الحجة (الضعيفة) الداعية إلى القضاء على قاتل إذا لم تتمكن المحكمة القانونية اللطيفة من تحقيق ذلك (فهذا ما ظل يفعله الثوار اليساريون/ وحركات التحرر، أو المقاومة الفرنسية في جميع الأوقات). وهذه هي الحجة التي قدمتها الولايات المتحدة للقضاء على صدام حسين (بعيدا عن الأكاذيب بشأن أسلحة الدمار الشامل والتعاون مع القاعدة). ولكن هذه الحجة الضعيفة تصبح خطيرة إلى حد بعيد في عدم جديتها عندما يكون من يدعو إلى إقامة العدل أناس مثل قيادات الولايات المتحدة وإسرائيل ممن قتلوا أكثر بما لا يقاس مما قتل المستهدف بالاغتيال. وعندها، وعلى الرغم من أنك تزيل قاتلا أصغر عن وجه الأرض، فإنك تجعل القاتل الأكبر يصبح أكثر قوة، وتصبح الحياة بالتالي أخطر للناس العاديين الذين ما زالوا يعيشون.

ومن المفاجأة لرجل يعيش في نيويورك (وهي معقل قديم للمافيا)، مثل مالكوم هونيلين، رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الرئيسية، أن يعرب عن استغرابه خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الثلاثاء في القدس، جراء استطلاع أجرته منظمته وجد أن الدعم الأمريكي الشعبي لإسرائيل "واسع" ولكن "ضعيف أيضا، وأن معظم الأمريكيين ينظرون إلى إسرائيل على أنها مكان عسكري ومعتم".

لا يبدو أن إسرائيل مكان معتم، فعندما تنفجر سيارة اغتيال، يصدر عنها مقدار هائل من الضوء.

ملاحظة للقراء: مدونة أخبار وتعليقات تسعى للحصول على مساعدة في ترجمة مواد المدونة إلى لغات أخرى، وكذلك في نشر محتويات المدونة على نطاق أوسع. يرجى من المهتمين الاتصال من خلال وصلة الإيميل أدناه.

ملاحظة للقراء بخصوص الترجمة: تتوفر حاليا أجزاء من مدونة "أخبار وتعليقات" مترجمة باللغات العربية، والبرتغالية البرازيلية، والدنماركية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية (انقر وصلة profile أعلاه")، ولكن ما يزال هناك حاجة للمساعدة في الترجمة—وخصوصا فيما يتعلق بالمواد المنشورة في تواريخ سابقة، وذلك باللغات المذكورة أعلاه وبلغات أخرى.

ملاحظة للقراء بخصوص أدلة محتملة: مدونة أخبار وتعليقات تبحث عن وثائق خاصة وعامة حول معلومات مباشرة يمكن أن تتطور إلى أدلة حول جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية من التي ارتكبها مسؤولون. يرجى إرسال المواد عبر وصلة الإيميل أدناه.

نشر ألان نيرن، http://www.newsc.blogspot.com/ في الساعة 6:30 مساءا (بتوقيت الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة)

Email Me

الثلاثاء، 5 فبراير 2008

بينما يجري التصويت في الولايات المتحدة حول من سيتحكم بآلة القتل، شعب المايان ينشر الحضارة.


مدونة أخبار وتعليقات، http://newsandcommentarabic.blogspot.com/
الثلاثاء، 5 شباط/فبراير 2008 (بتوقيت الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة)
نشر ألان نيرن في الساعة 2:34 صباحا (بتوقيت الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة)

بينما يجري التصويت في الولايات المتحدة حول من سيتحكم بآلة القتل، شعب المايان ينشر الحضارة.

بقلم: ألان نيرن

اليوم، بينما يذهب الأمريكيون ليقرروا من سيتسلم مقاليد السلطة ليتحكم بقتل الملايين أو تركهم، توجهت مجموعة من شعب المايان من سكان غواتيمالا إلى مدريد في مهمة تمدينية.

لقد حضروا إلى مدريد كي يدلوا بشهادة حول الكيفية التي قام بها ضباط الجيش الغواتيمالي الذي كان تحت رعاية أمريكية، بقتل عائلاتهم في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وخرج هؤلاء الضباط من هذه المذابح وقد أصبحوا رجالا أثرياء، ومهربي مخدرات، ومستشارين للسفارة الأمريكية، وزملاء في جامعة هارفرد.

ليس الأمر أنه من الممكن أن تعيد إلى الحياة الزوجات القتيلات، وأن تعيد الأبناء المفقودين، أو الأزواج الذين تلقوا الرصاص في مؤخرة الرأس، أو حتى معاقبة الجناة العقاب الذي يستحقونه، والذين يوزعون الابتسامات الآن في أفياء الأحياء الراقية في ضواحي العاصمة الأمريكية. فلا زالوا يتداولون السلطة ويحومون، دون قيود في معاصمهم، في المجتمعات الراقية.

ولكن بالإمكان، كما قال أحد مزارعي الذرة في الجبال يوم أمس، "القبض عليهم وسجنهم. وذلك يكفي"، وهذا يدل على كرم أخلاق هذا المزارع، إذ أنهم ذبحوا أحبائه وأصدقائه وحيواناته، وحرقوا أمعائه حتى خرجت من فمه—ولا شك أن القضاء الإسباني يستحق المديح لإتاحة المجال أمامه حتى يقاضي المجرمين.

هذه الحالة هي حالة تعذيب وإرهاب دولة وتطهير عرقي—وقد صدرت أوامر الاعتقال الدولية—ولكن الجنرالات الكبار والقساة الذين كان بإمكانهم الإجابة عن الأسئلة (الأسئلة التي طرحتها الصحيفة اليومية الغواتيمالية المحافطة، إلغرافيسو، [17 أيار/مايو 1982]) "كيف من الممكن أن يقوم امرء بقطع رأس صبي يبلغ الثامنة أو التاسعة من العمر؟ كيف يمكن لإنسان بالغ أن يقتل بدم بارد طفلا يقل عمره عن سنة ونصف السنة؟" هؤلاء الجنرالات خائفون اليوم من السفر إلى إسبانيا لمواجهة أهالي الأطفال الذين أبادوهم بينما كانوا يكومون المال في جيوبهم من مقر وكالة الاستخبارات الأمريكية في ضاحية لانغلي بالقرب من العاصمة الأمريكية. (كانت صحيفة إلغرافيسو تشير إلى مذبحة سيميا الثانية في منطقة تشيكيكاستينانغو، ولكن وفقا لسجلات الجيش، تم تدمير 662 قرية، وربما وصل عدد القتلى إلى 120000 مدني).

إنهم خائفون لأنه حدث تمزق صغير في نسيج العالم السياسي، في مكان ما، كما يحدث في شذوذيات فيزياء الكم، فقد بزغ (في هذا العالم) ذرة من ا لمدنية: منبر قضائي ربما يكون مستعدا لفرض قوانين القتل، حتى ضد كبار المسؤولين.

ولكن ليس بعد! فلا يوجد حتى الآن اسماء أمريكية ضمن قائمة المتهمين. ولكن كما يقول عشاق الرياضة الأمريكيون، لا نهاية إلا عندما تنتهي اللعبة.

القضية حاليا بين يدي المحكمة الوطنية الإسبانية، والتي تعمل تحت مبدأ "نحن جميعا بشر هنا"، وهي تمارس حقها بموجب القانون الدولي لمقاضاة قضايا الفظائع التي تتضمن أناسا من غير الإسبانيين.

(أفراد شعب المايا الذين نجو من شنق على صليب –من على خشبة كبيرة في ريو نيغرو—سوف يدلون بشهاداتهم. أنا سوف أدلي بشهادة أيضا، حول الجيش، وسياسة المذابح، ودور الولايات المتحدة. المحامون والمهنيون الذين يعملون في هذه القضية أتوا من عدة منظمات عبر العالم)

تخيلوا لو أن هذه السابقة القضائية نجحت. فستكون الانتخابات التمهيدية التي تحدث اليوم في أمريكا حدثا غريبا، إذ سيعمد المرشحون والمستشارون على التملص من الشرطة، حيث سيلاحقون بطلبات للتوقيع على تعهدات بإيقاف القتل، وستسألهم الصحف أن يوضحوا ماضيهم (فيما يتعلق بقتل المدنيين، وليس حول سخائف الأمور)، وليوضحوا ليونة الحزبين العقائدية فيما يتعلق بالجرائم الرسمية.

وفي هذه المسألة تحديدا التي تتعلق بعمليات قتل مرتبطة بالأمريكيين، وهي من عشرات مسائل القتل عبر العالم، كان القديس الراعي لهذه المذبحة هو الرئيس الجمهوري رونالد ريغان، المحبوب من القادة الغواتماليين الذين ذبحوا شعب المايا (وآخرين)، والذين علقوا صورا هائلة له في بيوتهم عندما كان يرسل لهم عملاء وكالة الاستخبارات المركزية، ومعدات التجسس، والأموال السرية، والأهم من كل ذلك، المباركة السياسية الصريحة. أما حمامة الحزب الديمقراطي، باراك أوباما، فقد عين زبيغينوا بريجينسكي مستشارا لشؤون العلاقات الخارجية، وكان قد أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل كي تسلم بنادق فتاكة (من نوع غاليلي [الجليل]) إلى غواتيمالا، إذ كان رئيسه آنذاك—جيمي كارتر—محرجا قليلا من عمل ذلك بنفسه.

هل هذا هو الفرق بين الحزبين الأمريكيين الكبيرين بخصوص القتل الجماعي—الشعور بالإحراج مقابل الشعور بالفخر؟ ربما كان الأمر كذلك.

علينا ألا نتجشم عناء التأمل في هذه الفروق الدقيقة—على الرغم من أنها قد تكون حاسمة في أهميتها أحيانا.

يجب إن يكون بإمكاننا إدلاء أصواتنا بفاعلية ضد جرائم القتل وأن نطالب بملاحقة منفذيها.

ربما كانت السياسات الأمريكية بحاجة لاجتياح تمديني من المايان.

ملاحظة للقراء: مدونة أخبار وتعليقات تسعى للحصول على مساعدة في ترجمة مواد المدونة إلى لغات أخرى، وكذلك في نشر محتويات المدونة على نطاق أوسع، والحصول على تبرعات. يرجى من المهتمين الاتصال من خلال وصلة الإيميل أدناه.

ملاحظة للقراء بخصوص الترجمة: تتوفر حاليا أجزاء من مدونة "أخبار وتعليقات" مترجمة باللغات العربية، والبرتغالية البرازيلية، والدنماركية، والفرنسية، والألمانية. (انقر وصلة profile أعلاه")، ولكن ما يزال هناك حاجة للمساعدة في الترجمة—وخصوصا فيما يتعلق بالمواد المنشورة في تواريخ سابقة، وذلك باللغات المذكورة أعلاه وبلغات أخرى.
نشر ألان نيرن، http://www.newsc.blogspot.com/ في الساعة 2:34 صباحا (بتوقيت الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة)

Email Me