الأحد، 17 فبراير 2008

"يتحرقون شوقا لجولة ثانية". يقال إن إسرائيل تخطط لمهاجمة لبنان


مدونة أخبار وتعليقات، http://www.newsc.blogspot.com/
الأحد، 17 شباط/فبراير 2008 (بتوقيت الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة)
نشر ألان نيرن في الساعة 11:43 مساءا (بتوقيت الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة)

"يتحرقون شوقا لجولة ثانية". يقال إن إسرائيل تخطط لمهاجمة لبنان

بقلم: ألان نيرن

يوم الجمعة تحدثت مع مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، وهو من ضابط سابق في قوات النخبة الإسرائيلية، وممن يثق بهم رئيس الوزراء، وسألته ما إذا كان اغتيال عماد مغنية قد جرى على يد جماعة لبنانية.

سخر من هذه الفكرة الخرقاء وقال، "هذه العملية معقدة جدا. إنها عملية دولية منسقة بدقة" وأنها كانت "المرة الثالثة أو الرابعة أو الخامسة خلال عام التي تنفذ فيها إسرائيل عملية عسكرية في سوريا".

وعندما طلبت منه أن يكرر هذا الجزء الأخير من كلامه، أضافة كلمة "حسب المزاعم".

ولكن الرسالة، أو التبجح على الأقل، كانا واضحين. إذا، لماذا تقوم إسرائيل بذلك؟

قال الرجل عن زملائه: "هناك العديد من الأشخاص في الجيش ومجلس الوزراء يتحرقون شوقا لجولة ثانية مع لبنان. وإذا ما أتيحت الفرصة، فسيهاجمونه"، أي سيهاجمون لبنان من جديد، وليس ذلك بالرغم من التصور العام بأن الهجوم الذي حدث عام 2006 قد فشل، "بل بسبب ذلك".

على الرغم من أن جيش الدفاع الإسرائيلي دمر شوارع وقرى، وألقى بأربعة ملايين قنيبلة عنقودية (وبعضها ما زال ينفجر حتى الآن)، وقتل 200 مقاتل من حزب الله، و 1000 مدني لبناني (وقتل ما يقارب 40 إسرائيلي على يد حزب الله)، إلا أن الجيش الإسرائيلي غادر لبنان وهو يشعر بعدم الكفاءة سياسيا.

كان الشعور الرسمي أنهم إما لم يدمروا بما فيه الكفاية، أو أنهم دمروا بما يكفي من الأشخاص المطلوب تدميرهم والأهداف الصحيحة، من أجل تجنب الإحراج الناجم عن التصور بأنهم هزموا أمام حزب الله.

بالتالي فمن أجل أتاحة خيار حل هذه المشكلة، يبدو أنهم دبروا هذا الاغتيال الاستفزازي أملا أن يدفع حزب حزب الله للانتقام مما سيوفر ذريعة لتدمير جديد (أفضل) "سينجح" هذه المرة، أي ترطيب مشاعر الإسرائيليين الجريحة.

جرت مساعي لوضع هذا الأمر في إطار استراتيجي، بالطريقة التي يفضلها القتلة المتعلمون (وأولئك الذين يدرسونهم). "يجب على إسرائيل أن تثبت قيمتها الاستراتيجية للولايات المتحدة" (ماذا؟ أستتخلى الولايات المتحدة عن إسرائيل؟ هل أدى "انتصار" حزب الله إلى تقوية الفلسطينيين، أو اللبنانيين، أو عرض وجود إسرائيل للخطر؟) أو، من التنويعات على هذه الحجة: "يجب اجتثاث حزب الله" (وهو أمر يعلم الجميع أنه مستحيل).

في الواقع، كلما أمعنت النظر تجد أن القادة متعطشين للدماء. والشيء ذاته ينطبق على الجمهور الذي يتبعهم. أولمرت يواجه مشاكل سياسية. فإذا لم يقتل بعض العرب بسرعة (بصرف النظر عن هوية القتلى أو مكانهم، فهذا أمر ثانوي)، فقد ينهار التحالف الحكومي الذي يتزعمه. كما يجب أن يشعر العامة بالرضا.

المشكلة (بالنسبة لأولئك الذين الذين سيقعون ضحية لهذا القتل، ولمفاهيم قوانين القتل، هذا إذا لم نتطرق لمعايير الشرف، وقلة من يتطرقون لها) هي أن الفضاء السياسي الإسرائيلي يعمل الآن على النحو التالي: المطالبة (مع استثناءات قليلة شجاعة) ليس فقط بعمليات قتل يومية روتينية ضد الفلسطينيين، ولكن أيضا بضربات دورية دراماتيكية تثير النشوة وتجعل الإسرائيليين يتبخترون كأبطال/ضحايا.

إن الأمر كأن قاطني استوديوهات محطة فوكس الأمريكية [محطة يمينية متطرفة] تضاعفوا حتى أصبحوا أمة.

وبالطبع، ليس بالضرورة أن يكون الأمر على هذا النحو، ولكن من الواضح أن الأمر وصل إلى هذا المستوى حاليا. وكل معا عليك أن تفعله لتتبين ذلك هو أن تقرأ صحيفة إسرائيلية أو أن تتحدث إلى بضعة إسرائيليين. (للاطلاع على اقتباسات تمثل الحالة السائدة، انظر مقال غيدون ليفي بعنوان "أحمدي نجاد الصغير"، صحيفة هاآريتز، 10/06/2007).

عندما تقوم دولة بقتل و/أو قمع آخرين بينما السكان المحليون لا يعلمون شيئا عن ذلك (كما كان عليه الحال إلى حد بعيد عندما كانت واشنطن تدمر أمريكيا الوسطى في ثمانينات القرن الماضي)، فهذا أمر له أبعاده، ولكن الأمر يختلف عندما يكون الجمهور على علم بالظلم والجرائم ويدعمونها (كما كان الحال بالنسبة للسكان البيض في الولايات المتحدة أثناء فترة العبودية، وأثناء المراحل الأولى للحرب الأمريكية/العراقية، حيث ظل الدعم الشعبي ينعطف –وقد يكون الحال كذلك حاليا- بحسب مسألة ما إذا كانت الولايات المتحدة "تحقق انتصارا" أم لا).

في الوضع الأول، تكون سياسة القتل ضعيفة، فإذا عرف الناس فقد يغضبون. ولكن الوضع الثاني أكثر استقرارا وفتكا، إذ أن الجمهور يعرف ويطالب بالمزيد.

ولكن الناس والدول لا يتاح لهم كتابة تاريخهم بأكمله كما يرغبون.

هم عادة ما يتفاعلون مع آخرين.

في حالة إسرائيل، فإن التفاعل الأساسي يجري مع الولايات المتحدة، الراعي العسكري/ الممول الكبير، ومع الأمريكيين اليهود، حيث يبدو الرأي السائد بين الشباب منهم يتحول ببطء.

من البدئل لذلك، يمكن للفلسطينيين وجماعات مثل حزب الله وحماس أن يحددوا مسير الأحداث وأن لا يدعوا الساحة للولايات المتحدة، ولكن لا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا غيروا خياراتهم (واستعدادهم للقتل) – وهو ما أخذ يطالب به عرب آخرون على المستوى الشعبي، بحذر—وأن يتحولوا إلى المقاومة الفاعلة اللاعنفية واللاعسكرية (مثل الانتفاضة الأولى، أو تحطيم جدار غزة)، وأن يمتنعوا عن ترك أنفسهم يستخدمون كأداة لـ "الاستفزاز-الرد" يمكن لإسرائيل استخدامها عندما تثير إثارة النشوة.


ملاحظة للقراء: مدونة أخبار وتعليقات تسعى للحصول على مساعدة في ترجمة مواد المدونة إلى لغات أخرى، وكذلك في نشر محتويات المدونة على نطاق أوسع. يرجى من المهتمين الاتصال من خلال وصلة الإيميل أدناه.

ملاحظة للقراء بخصوص الترجمة: تتوفر حاليا أجزاء من مدونة "أخبار وتعليقات" مترجمة باللغات العربية، والبرتغالية البرازيلية، والدنماركية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية (انقر وصلة profile أعلاه")، ولكن ما يزال هناك حاجة للمساعدة في الترجمة—وخصوصا فيما يتعلق بالمواد المنشورة في تواريخ سابقة، وذلك باللغات المذكورة أعلاه وبلغات أخرى.

ملاحظة للقراء بخصوص أدلة محتملة: مدونة أخبار وتعليقات تبحث عن وثائق خاصة وعامة حول معلومات مباشرة يمكن أن تتطور إلى أدلة حول جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية من التي ارتكبها مسؤولون. يرجى إرسال المواد عبر وصلة الإيميل أدناه.

نشر ألان نيرن، http://www.newsc.blogspot.com/ في الساعة 11:43 مساءا (بتوقيت الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة)

Email Me